دعوى أمام "الجنائية الدولية" لمحاسبة إسرائيل على استهداف الصحفيين بغزة

دعوى أمام "الجنائية الدولية" لمحاسبة إسرائيل على استهداف الصحفيين بغزة
تشييع جثمان أحد الصحفيين في غزة- أرشيف

تقدمت منظمتان حقوقيتان بدعوى قضائية مشتركة أمام المحكمة الجنائية الدولية تتهمان فيها إسرائيل بانتهاج سياسة ممنهجة لاستهداف الصحفيين في قطاع غزة، وذلك في أعقاب اغتيال المراسل أنس الشريف وأربعة من زملائه في غارة جوية.

وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة ومؤسسة هند رجب الحقوقية ومقرها بروكسل، في بيان نشر الأربعاء أن هذا التحرك يمثل خطوة ضرورية لمواجهة ما وصفاه بجريمة حرب وجزء من حملة إبادة أوسع ضد الشعب الفلسطيني.

وفق لجنة حماية الصحفيين، قُتل 192 صحفيا، فيما تفيد بيانات المكتب الإعلامي الحكومي باستشهاد أكثر من 230 صحفياً وإعلامياً منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، في حصيلة غير مسبوقة تعكس خطورة الأوضاع التي يعمل فيها الإعلاميون في القطاع.

وجاء في الدعوى أن هذه الاعتداءات ليست حوادث فردية، بل جزءاً من سياسة متعمدة تستهدف خصوصا صحفيي قناة الجزيرة، من خلال وصمهم بالإرهاب دون أدلة، وتشويه سمعتهم علنا، لتبرير قتلهم بضربات جوية مركزة.

مطالب واضحة وأسماء محددة

الدعوى طالبت بإصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين عسكريين إسرائيليين وردت أسماؤهم في الملف، كما دعت إلى توسيع نطاق مذكرة التوقيف الحالية الصادرة عن المحكمة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتشمل الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.

رئيس مؤسسة هند رجب، دياب أبو جهجه، شدد على أن القضية ليست رمزية، واصفا اغتيال أنس الشريف بأنه فعل متعمد ومتعجرف ينطوي على ازدراء للحياة الإنسانية والحقيقة والقانون الدولي، مؤكدا أنه لا يمكن السماح بمروره دون محاسبة.

اتهامات إسرائيلية ونفي قاطع

الجيش الإسرائيلي اتهم أنس الشريف بقيادة خلية تابعة لحركة حماس في غزة، وهو ادعاء نفاه الشريف خلال حياته، كما نفته قناة الجزيرة التي عمل لصالحها. 

وجاء اغتياله خلال غارة جوية أسفرت أيضا عن مقتل المراسل محمد قريقع، والمصورين إبراهيم الظاهر ومؤمن عليوة، إضافة إلى محمد نوفل أحد العاملين في القناة القطرية.

يأتي هذا التصعيد القانوني في ظل تزايد المطالب الدولية بوقف استهداف الصحفيين وحمايتهم في مناطق النزاع، حيث يكفل القانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقيات جنيف، الحماية للعاملين في المجال الإعلامي أثناء النزاعات المسلحة، ويعتبر الاعتداء عليهم جريمة حرب تستوجب الملاحقة والمحاسبة.

وشهدت الأراضي الفلسطينية في السنوات الأخيرة ارتفاعا كبيرا في عدد ضحايا الصحفيين، مع تكرار اتهامات من منظمات حقوقية عالمية لإسرائيل باستخدام القوة المفرطة ضدهم ومنعهم من أداء واجبهم المهني، في انتهاك واضح للمعايير الدولية وحرية الصحافة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية